بطل الأبطال(قصة قصيرة).

بطل الأبطال
جافاني النوم في احد ليالي الصيف الحارة و أخذت ابحث عن كتاب اقرأه في مكتبة أخي
المتواضعة فوقع بين يدي مفكرة أخي وأخذني فضول الشباب وسولت لي نفسي أن اعرف
بعض من كتابات هذا البطل .قدوتي في الحياة فأنا أتمنى أن أكون مثله في الشجاعة و الإيمان
والثقة بالنفس انه إنسان متميز. وبدأت أقلب الصفحات بسرعة كي أكون فكرة عن ذاته .
لفتت نظري هذه الصفحة فكل كتاباته لم يكن فيها صفته كملازم وجلست لأقرأ هذا.
" أنا الملازم أول : مصطفى عبد الكريم عبد الحي احد رجال القوات المسلحة فرع القوات
الخاصة قررت أن اكتب هذا الحد ث لما يمثله من أهميه لي و لأمثالي من رجال القوات
الخاصة و لأقول رائي بصدق في كل ما حدث معي وأنا خارج الخدمة انه في يوم 16 من
شهر 7 عام 2013 أصبت أثناء عملية عسكرية ضد احد أوكار الإرهاب في سيناء والتي تم
تصفية 10 أفراد من الإرهابيين الذين يدعون على أنفسهم بالجهاديين في هذه العملية 0 نقلت
على أثر إصابتي إلى المستشفى العسكري في نفس اليوم بين الحياة والموت والحمد لله الذي
نجاني بفضله ، ومجهود الأطباء في نفس المستشفى إلا إن قدم رجلي اليسرى تم بترها بعد أن
حاول ألأطباء كل جهدهم لعلاجها . لقد تم البتر بموافقتي ؛ وأخذت وعد من الأطباء بأن يتم
تركيب قدم صناعية بديله بعد أن يتم شفائي وبعد أن شفيت تماما وغادرت المستشفى وبعد
عدة أيام أرسلت لي المستشفى طلب حضور وتم عمل كل الفحوصات اللازمة لوضع قدم بديله
ولقد اقترح الطبيب المعالج داخل المستشفى أن يتم تركيب القدم البديلة لي في ألمانيا وإن هذا
أفضل لحالتي وبالفعل قامت إدارة المستشفى وبالتعاون مع شئون الضباط بإرسال كل
الفحوصات إلى احدي المراكز المتخصصة في ألمانيا لإبداء الرائ ووافق المركز وحدد
الميعاد وأرسلت القوات المسلحة شيك بالتكاليف وحجزت تذكرة السفر لي ولمرافق معي
وذهبت إلى ألمانيا أنا والمرافق وتم تركيب القدم التعويضية على احدث النظم الطبية وتمرنت
في المركز أسابيع على السير بها والجري وحتى التدريبات الشاقة استطيع أن أزاولها دون اى
تأثير جسدي أو نفسي وعدت إلى الوطن وأنا في أحسن حال وأتم صحة وهنأني الأهل
والأصدقاء هذا بخلاف ماقامت بيه القوات المسلحة لي من تكريم مادي ومعنوي ، حصلت
على نوط الشجاعة " بطل من الدرجة الأولى " وأيضا تعويض عن العجز بمبلغ كبير من
المال إلا إنهم قد احالونى على المعاش طبيا صحيح لم تتأثر حالتي المادية لأنني احصل على
معاش كامل يوازى آخر مرتب حصلت عليه هذا بخلاف المبلغ المادي الضخم من التعويض
ومكافأة نهاية الخدمة إلا إن حالتي الصحية أصبحت غير مستقرة وبدأت صحتي في التدهور
وتم عرضي على الأطباء فلم يجدوا بى علة وبعرضي على الطبيب النفسي نصحني بأن اعمل
!! وماذا اعمل؟ أنا جندي لا اعرف سوى الدفاع عن الوطن وعن حياة الآخرين . لقد ذهبت
كل محاولاتي للعودة إلى العمل إلى طريق مسدود ، إن القوانين تمنع امثالى من العودة إلى
عملهم ولكن بشهادة كل الأطباء فانا سليم تماما وصحتي ليس بها اى علة وقدمي أصبحت
2
سليمة تماما مثل اى فرد لم يخضع لعمليات ولذا كل أملي أن أعود إلى عملي في صفوف
القوات المسلحة ولا يوجد في داخلي أي رغبة في التميز عن زملائي بسبب إصابتي بل نفس
عملي ونفس سلاحي .
إن نوط الشجاعة الذي وضع على صدري هو كل ما أستحق اتركوه لي واستردوا كل الأموال
التي حصلت عليها من تعويض ومكافأة نهاية الخدمة أعيدوا لي كرامتي بالعمل فيما أحب
واقدر عليه ؛ أنا جندي فداء لوطني " .
2015 دمعت عيني على هذا البطل /5/ .... إلى هنا وانتهت الصفحة بتوقيع أخي وبتاريخ 22
الذي فقد جزء من جسده وعانى من الآم الجروح ونجا بأعجوبة من موت محقق ومازال
يرغب في التضحية ويأمل في العودة إلى معترك الحياة في مصنع الأبطال جندي يدافع عن
الأوطان . لك الله يا أخي انك تبتسم بيننا وقلبك حزين وأملك بعيد المنال لأنه يخالف القوانين
لكن لا يا أخي أنت بطل وتستحق كل ثناء وتبجيل ليس من القوات المسلحة واهلك فقط بل من
كل شعب مصر صغير كان أو كبير . على صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك كتبت
قصة آخى كما كتبها هو وكتبت عنوانها ) بطل وأبطال ( وبدأت التعليقات من أول ثانيه حتى
إنها تعدت ألف تعليق و أخذت القصة كل المواقع و شيّرها كل الأصدقاء وبعد أسبوع واحد
فقط طرق علينا الباب زائر من رئاسة الجمهورية يحمل خطاب مخصوص إلى أخي و الذي
قرأه أمامنا كلنا من فرط فضولنا و إلحاحنا وكان فيه :
" من السيد رئيس الجمهورية إلى البطل النقيب / مصطفى عبد الكريم عبد الحي . تحية
عسكرية وبعد : لقد تابعنا قصتك على صفحات التواصل وعلمنا أوجاعك ومن هم مثلك لذا فلقد
أصدرنا القانون رقم 5500 المعدل للقانون رقم 30 بشأن الخدمة في القوات المسلحة ونصه /
يسمح للضباط العاملين في القوات المسلحة الذين أصيبوا أثناء العمليات العسكرية بعجز جزئي
بأي نسبة وأحيلوا إلى المعاش بالعودة إلى الخدمة إذا تم علاجهم وزال سبب إحالتهم إلى المعاش
الطبي وذلك بناء على رغبتهم وبطلب شخصي منهم دون الإنقاص من حقهم في التعويض
المادي الذي حصلوا عليه يعمل بهذا القانون وينشر في الجريدة الرسمية "
2015/7/ بتاريخ 1
التوقيع / رئيس الجمهورية
تأليف : عصام سعد زغلول عبد السلام
مؤلف وكاتب صحفي
2015/5/ بتاريخ 25
esa.saa.saa@gmail.com
01113314600