مراهق (قصة قصيره).

انت مش راجل
ذهبنا انا وجارى الى السينما وكان يكبرنى بعام حينما كنت وقتها فى الثالثه عشر من عمرى
وبينما كنا نشاهد الفيلم اخرج جارى سيجارة من جيبه بهدؤ واشعلها كدت لا اشعر به الا ان
رائحه دخانها قد زكمت انفى ونظرت اليه واندفعت اقول له ) انت بتشرب سجاير انا هاقول
لابوك ( الا انه نظر الى بحده وجديه وقال لى ) السجاير دى مش وحشه زى مانت فاهم دى
حلوه قوى وممتعه (واسترسل حتى دوقها كده وانت تعرف انها حلوه ولو لقيتها مش حلوه
ياعم ابقى قول لاهلى كلهم ومد يده بها فى اتجاهى وهو يقول دوق مالك خايف ليه انت مش
راجل لقد نطق بالكلمه السحريه اللتى تدفع اى شاب فى مثل عمرى ان يفعل اى شىء ليثبت
انه رجل وعلى الفور مددت يدى وامسكت السيجاره بين اصابعى واخذت منها نفس عميق
وظللت اسعل مرات متتاليه وكاد صدرى ان يحترق وعندما هدأ صدرى قلت له دى وحشه
قوى الا انه قال لا لازم مرتين تلاته علشان تتعود عليها وبعدين تعرف ساعتها الفرق
وطاوعته مره ومرات حتى اصبحت مدخن دون ان ادرى مرات عديده فى سنوات طويله
اتذكر من علمنى هذه العاده السيئه فيمتلىء قلبى حنقا عليه نعم فأنا اكرهه من كل قلبى وهو
اكيد يكره من علمه هذه العاده السيئه . نصحنى الطبيب بالكف عن التدخين . كرهت زوجتى
التواجد معى فى غرفه مليئة برائحة دخان السجائر وتأذت ابنتى مرات عديده من تدخينى
السجائر داخل المنزل .وهذا هو ابنى راح يقلدنى ويضع ورقة ملفوفه على شكل سيجاره
بين شفتيه ويتباهى بانه يدخن مثلى كنت لا اعيره الاهتمام اعتقادا منى انه لعب عيال .
صحوت من نومى على غير عادتى واتجهت الى المطبخ لتحضير كوب من الشاى
واشتممت رائحه دخان سيجاره يأتى من الحمام طرقت الباب برفق واتانى صوت ابنى
لحظه يابابا وعندما خرج من الحمام نظرت داخله وعلى الفور تأكدت بأنه يدخن وفرت
الدموع من عينى ظللت الوم نفسى انا السبب . والان هل اضرب ابنى لقد تغيرت اساليب
التربيه فى بلادى منذ زمن ليس بالبعيد واصبح الضرب ليس الوسيله الفعاله لتربيه الابناء .
نعم انا مخطىء ولكن كيف لى بتصحيح ماأفسدت هل اتصل بطبيب ليساعدنى ام اتصل
بعالم فى اسلوب التربيه الحديثه .
فى مساء اليوم اتصلت باحد اصدقائى من الاطباء وعرضت عليه المشكله بأختصار شديد
وطلب منى اولا ان احضر ابنى الى المستشفى فى الصباح ليكشف عليه وايضا ليعرضه
على احدى الاطباء النفسيين لابداء رأيهم وتوضيح اسلوب معالجة هذه المشكله فى صباح
اليوم التالى اخذت ابنى وذهبت به الى المستشفى وعلى الفور قام الطبيب بالكشف المبدئى
على ابنى ثم حولنى الى الطبيب النفسى وتفاجئت من الطبيب النفسى وهو يقول ان ابنك
سليم نفسيا ولكنك انت المريض والحقيقه انت مجنون لكن يمكن علاجك .
esa.saa.saa@gmail.com المؤلف / عصام سعد زغلول عبد السلام